نعمْتُ بأُمّي كما القلْبُ شاء
فحمْدًا وشكرًا لرب ّالسماءْ
لقد كنتُ قرّة عينك دهْرًا
وصرْتُ لفضلك أبْغ الرّضاءْ
حملْتني تسْعًا ولوْ كان أكثرْ
لما قلت أفّ لماذا العناءْ
فصبرك هذا أُوافيك حقّه
بعيْني وروحي وعمري سواءْ
لقد كنتُ غرًّا وها أنّي أعْقل
زمانًا يُسايْرك ظلّ الشّقاءْ
عن الزّاد صْمتي شهورًا طوالا
وأفْطرْت خبزًا بجرْعت ماءْ
ونلمح في العين دمعًا توارى
أيا ليْت دمعك هذا دواءْ
فأيْقنْتُ حين اعْتراك الذّبول
كزهْر الخريف آكتساه العراءْ
فذاك الّذي كان سدًّا منيعًا
سعى نحو مصر يريد الرّخاءْ
ولوْ كان يعْلمُ حين يجدْك
تُقاسين قوْمًا غلاضًا وباءْ
بصبْر الشّريد الّذي تاه عنْهُ
عزيزًا سعى نحو قوت فجاءْ
يناصرْك في الحقّ حينها كنّا
صغارًا ضعافًا نريد البقاءْ
رضعْنا من الصّدْر هذا النّضال
وفخْرُك كان آكْتمالُ البناءْ
فأنْشأْت صرْحًا أجدْهُ شموخًا
فما ضاع جهْدًا تلاه العناءْ
وهذا الّذي كان في الماضي طفْلاً
وعانى من القهْر حدّ البكاءْ
سيحْمل عنْك الهموم و يسْعدْ
بأنّك أُمّه دون النّساءْ
فلوْكنت ربًّا وفي القوْل كفر
لجهْدُك سعْيًا كما الأنبياءْ
فهذ الجنان الّتي قيل عنْها
ديار الخلود بُعيْد الفناءْ
ْلفضْلُك أجْدرُ من كلّ فضْل
لأنّ العبور وليد الرّضاءْ
فدعْني أُناشدْك شعرًا بليغًا
ولوْ أنّ قولي آكْتساه الحياءْ
فحتّى القديرُ بحكْمه أجْدرْ
فبآلأمّ تنْعمْ بهذا اللّقاءْ
وتدْخلْ قصورًا بنتْها فعالُكْ
فتسألْ ملاكًا يريك الضّياءْ
أياليْت شعري أُصارحْك قوْلاً
لأنت الملاك بأبْهى كساءْ
فلنْ ْأُعْدم الرّأْي حدّ الممات
ولوْ ينْضب الحبْر زدتُ الدّماءْ
الاهي تقبّلْ شفاعة أُمّي
فما خاب عبْداً سعى للرّجاءْ
من القلب أطلبُ موتي وأمنحْ
سنينًاوهبتك أنت الحياه
ولو كان دهرًا أعيشه وحدي
بدونك أُمّي آشْتهيْتُ العماءْ
فلا العيْنُ تبغي سواك جمالاً
ولا القلب ينبضْ لأحلى النّساءْ
ولو خيّروني لما آخْترتُ غيركْ
فبُعدك عنّي نذير الشّقاءْ
ولكنّ حقّ الفناء أكيدٌ
فصبْرٌ جميلٌ لهذا القضاءْ
وأختُم شعري أُراوحْهُ حكْمهْ
فيُتْم الأُمومة ما من عزاءْ